الدكتور الكيب في ذمة الله
انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من أبريل 2020 الدكتور عبد الرحيم عبدالحفيظ الكيب أول رئيس لوزراء ليبيا بعد ثورة فبراير، إثرَ نوبةٍ قلبية ألمَّت به في أمريكا، وكان يقضي بها فترةَ نقاهةٍ بعد عمليةٍ جراحية خطيرة تَمَاثَلَ بعدها للشفاء، “وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بأيِّ أرضٍ تَمُوت”، فغادرنا برحيله رجلٌ مِنْ صفوةِ رجالات ليبيا الأوفياء، الذين زرعوا الأملَ في نهضة بلادهم ، رغبة منهم في صناعة مستقبلها المنشود.
أسهم الدكتور الكيب في مرحلةٍ من أهم مراحل تأسيس الدولة الحديثة، بقلبٍ صادق ويدٍ نظيفة، مؤمناً بالتداول السلمي على السلطة حتى لا تكون دُولةً بين الأقوياء، واثقاً من قدرة الليبيين على تجاوز مِحنهم، وجبر أضرارهم، وتأليف قلوبهم، في دولة القانون التي كان يأملُ أن تعطي للجميع فرصةً للتعبير عن أنفسهم، دون إقصاء بسبب الآراء السياسية، أو المبادئ والخلفيات الثقافية.
عرفناهُ في مجمع اللغة العربية حريصاً على أنْ يقومَ المجمعُ بوظيفته المهمة في خدمة بلده في مجالات العلم والثقافة والتعليم ، وكان حضورُه لأنشطة المجمع محلَّ تقديرِ أعضائه وعِرفانهم، كما كان منزلُه ملتقًى للفكر والثقافة والأدب يَحظى بحضور ثلة من صفوة أبناء الوطن، كان مِنْ بينهم أعضاءُ من المَجمع أسهموا في إغناء ذلك الملتقى بأبحاثهم ومداخلاتهم.
رحم الله الفقيد الكبير رحمةً واسعةً وعوَّض الوطن عنه خيراً، وإنا لله وإنا إليه راجعون.